البيوت التراثية في الجميزة ومار مخايل حلّت بها النكبة.. فهل من “سوليدير” ثانية؟

البيوت التراثية في الجميزة ومار مخايل حلّت بها النكبة.. فهل من “سوليدير” ثانية؟

  • البيوت التراثية في الجميزة ومار مخايل حلّت بها النكبة.. فهل من “سوليدير” ثانية؟

عربي قبل 4 سنة

البيوت التراثية في الجميزة ومار مخايل حلّت بها النكبة.. فهل من “سوليدير” ثانية؟

بيروت- “القدس العربي”:

سعد الياس

صحيح أن الانفجار في مرفأ بيروت أصاب معظم أحياء العاصمة اللبنانية بأضرار جسيمة، إلا أن المناطق الأكثر تضرّراً ودماراً هي الأحياء المسيحية في الجميزة ومار مخايل والمدوّر والصيفي والاشرفية والرميل وأحياء سنّية في الكرنتينا وبيضون، إضافة إلى وسط بيروت التجاري.

وأكثر البيوت المتضرّرة هي البيوت التراثية التي لحقتها نكبة كبيرة حيث لم تقتصر الأضرار على إنهيار واجهات زجاجية وتحطّم الأثاث كما حصل في معظم المنازل بل إنهارت سقوفها القرميد وشرفاتها المطرّزة وقناطرها الأثرية وأدراجها وحطّمت السيارات والمقاهي والملاهي الليلية التي كانت منتشرة في شارعي الجميزة ومار مخايل.

ووسط كل هذه الأنقاض، وفيما سكان المنطقة تهجّروا قسراً ويعيشون حسرة على ممتلكاتهم ويتساءلون عن كيفية إعادة إعمار منازلهم في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة وارتفاع سعر الدولار بدا أن هناك سماسرة ومتموّلين بدأوا يستغلّون أوجاع الناس وحاجتهم المادية بعدما فقدوا كل مقتنياتهم ليعرضوا عليهم الأموال بالعملة الصعبة لبيع بيوتهم وتغيير هوية المنطقة.

تحذير من سماسرة يستغلون مصائب الناس لبيع ممتلكاتهم وتغيير هوية المنطقة

وكشف أحد مخاتير الرميل ومار مخايل بشارة غلام أن هناك أناساً قدموا إلى المنطقة وعرضوا على سكان المحلة شراء عقاراتهم بأسعار مضاعفة، إلا أن معظم الناس رفضوا البيع، مشيراً إلى أن أسعار الأرض في تلك المنطقة تتجاوز آلاف الدولارات.

وحذّر رئيس “حركة الأرض اللبنانية” طلال الدويهي من “إستغلال مصائب التفجير التدميري الذي ضرب المنطقة القريبة من مرفأ بيروت وخصوصاً الجميزة ومار مخايل والمدور والرميل والاشرفية”. وقال في بيان “بدأ سماسرة التغيير الديموغرافي بالتجوّل مستفيدين من عظمة المصائب التي ضربت البنى التحتية ومقوّمات العيش لمكوّن أساسي لبناني هو المسيحي”.

وأضاف “نعم رصدنا في حركة الأرض اللبنانية عدداً من السماسرة الموجّهين من جهات هدفها التآمر على الحضور المسيحي في لبنان، نعم هناك سماسرة يجولون بين الأضرار والمصائب ويعرضون شراء كرامات الناس على خلفية سياسية لئيمة، نعم إننا في حركة الأرض اللبنانية نرصد ونتابع هذه المؤامرة الحقيرة والدنيئة التي تبني أحلامها في التغيير الديموغرافي على مصائب الناس الابرياء”.

وذهب البعض إلى حد إتهام زوجة أحد كبار المسؤولين اللبنانيين بالوقوف مع آخرين وراء عملية بيع البيوت التراثية، ووجّهوا نداء عاجلاً إلى الكنيسة وأهالي المنطقة والجمعيات البيئية والتراثية والحريصين على المنطقة للتدخّل وحمايتها من الاندثار. وأكد عدد من سكان المنطقة رفضهم إقامة شركة عقارية على غرار “سوليدير” لإعادة إعمار البيوت، وعبّروا عن حرصهم على بيوتهم وإصرارهم على ترميمها وتأهيلها مهما كان الثمن.

التعليقات على خبر: البيوت التراثية في الجميزة ومار مخايل حلّت بها النكبة.. فهل من “سوليدير” ثانية؟

حمل التطبيق الأن